الرائع سيد محمد اليسري
الزهايمر يجعل مظفر النواب وحيداً
بقلم: سيدمحمد الياسري
-..........-...........-............
قَد انهكته ذاكرة الخوف، والتخفي ، من السجون ، والغربة ، والحكام العرب ، بأجمعهم ، يطاردونه كصقر يحلق بسماء الوطن العربي ، فكانوا يطاردونه جسدا ، واقلق مضجعهم حلما يراودهم ، يزدريهم بين الحين والآخر من دون استثناء، ليصفهم بأقبح الافعال ، وليعريهم من غطائهم الزائف ، مظفر عبدالمجيد النواب ، ينتمي في اصوله الى الامام موسى الكاظم عليه السلام ، من أسرة عرفت بالثراء والتنقل ، حتى صار يوما من ابائه حاكما على ولاية بالهند ، استقروا الى حيث مستقر جدهم موسى الكاظم عليه السلام ، ومن هناك دخل بصيص نوره اشعة شمس العراق ، سنة ١٩٣٤ م ، وعاش معارضاً ، منذ ان كان طالبا بكلية الاداب في بغداد ، وعين مفتشاً فنيا بوزارة التربية ( المعارف) بعد زوال الحكم الملكي عام ١٩٥٨ م، بقيادة عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف ، وبعد التنافس الشديد بين الشوعيين والقوميين ، هرب الى الاهواز ومن ثم الى مشهد ومن ثم الى روسيا وقبل ان يعبر الحدود مسكت به المخابرات الايرانية ( السافاك ) وحكم بالاعدام ، وبعد ضغوط من اهله ومعارفه ، تغير الحكم الى مؤبد ، ونقل الى اشقى عذاب ، سجن ( نقرة السلمان) الصحراوي على حدود الجزيرة العربية ، وبعدها نقل الى سجن الحلة ( محافظة بابل) فأستطاع ، هو وجماعة الهرب خارج السجن بعد حفر نفق في السجن، فهرب الى جنوب العراق ، الناصرية ، وعاش في الاهوار ، الجبايش وعاش بين الناس لحين اصدروا عفوا ، خرج بعده من العراق متنقلا بالعواصم والمدن العربية ، طريدا يتبع طريد ، لحين سكن دمشق ، وعاد بعدها للعراق عام ٢٠١١ م وقد استقبله الشعراء والفنانون والمثقفون والمعجبون ، وذيع بالقنوات منها حرّة عراق والعراقية والعربية ...، اليوم يعاني من مرض الزهايمر ، وكان المرض يريد ان يريحة من ذاكرة المطاردة والخوف ، بعيدا عن الناس ، مهملا من قبل الدولة العراقية ، حالة حال كل الشعراء مثل بلند الحيدري وعبدالوهاب البياتي ، ونازك الملائكة ،....، له من القصائد قمم قمم قمم التي تهجم بها على القمة العربية ، وكثير من القصائد نترككم مع قمم قمم بصوت مظفر النواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق