القديره ام الشعراء ساميه سليمان
معادلة صعبة [ قصة قصيرة ]
------------
متعطشة للحب .. متعطش للمال .. أهلها أثرياء .. أهله فقراء .. تودد إليها .. همس في أذنيها بأحلي وأرق الكلمات .. لم تكلفه الكلمات شيئا .. كلفتها الكثير .. صدقته .. لم تعارض .. فهو لايستطيع أن يطلب يدها من أهلها لضيق حاله ..ولا زال يدرس في الجامعة .. أهلها حتما سيرفضونه ..أحب مالها .. أحبته بجنون .. فليس في بيتها من يهتم بها .. الكل مشغولون .. الأب دائم السفر .. الأم تحس بالفراغ فتشغل وقتها في النادي .. عند الكوافير ..في السهرات عند الأصدقاء والصديقات .. الأخ يدخل البيت مع بزوغ الفجر .
لا سبيل لزواج شرعي لعدم التكافؤ .. صارحها بأنه ليس لديه مال .. لكن لديه الحب الذي حرمت منه والذي سيسعدها طول العمر .. تزوجا عرفيا .. أجرا شقة مفروشة للقاءاتهما .. كان إيجار أول شهر بقيمة سوارها الذهبي .. الطعام بقيمة [ الكوليه ] الذي كان يزين جيدها .. والنثريات بقيمة الخواتم المتعددة في أصابعها .. والأقراط التي كانت تزين أذنيها .
الشهر الثاني بدأت تسحب مدخراتها التي وضعها لها والدها بالبنك لجهازها .. تعطيه .. ويصرف .. ويدخن أغلي أنواع السجائر ليفرج عن ضيق صدره المزيف لأنها تصرف عليه .. ويظهر كبرياءه المزعوم برفض ذلك .. لكن ما العمل ؟ وهو متعب ومنهك جدا في البحث عن عمل دون فائدة .. أو هكذا أقنعها .. وهي فتاة الجامعة الأنيقة .. ولابد أن يظهر بجوارها بالمظهر اللائق .. فيشتري لنفسه الملابس الغالية والماركات العالمية .
هو يزداد رفاهية .. وهي تزداد اضمحلالا وفقرا .. بدأ الرصيد في البنك ينقرض .. بدأ هو يتباعد عنها .. سرق ورقة الزواج العرفي التي كانت معها .. توقف عن اللقاء بها بلا سبب تعرفه في نظرها .. هي قلقة عليه للغاية .. إلي أن دق ناقوس الخطر .. أصبحت ضائعة .. خالية اليدين .. لا مال .. لا مصاغ .. لا أمل في النجاح .. لاشيء البتة .. إلا هذا الذي بدأ يتحرك في احشائها .
انتظرته طويلا .. لم يعد .. قابلته صدفة .. عاتبته لأنه لم يطمئنها عليه .. ثم زفت إليه النبأ الذي كانت تظن أنه سيسعده ويعيده إليها .. فقال بمنتهي الهدوء : لا باس .. ألف مبروك .. سأراك إن شاء الله بعد أن أجد عملا مناسبا .. ولم يحدث .. لأنه لا زال مشغولا بالبحث عن ضحية أخري .. ولا زالت الشرطة تبحث عن فتاة مفقودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق