مجلة نداء الرؤح

نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح نداء الرؤح 

الأربعاء، فبراير 03، 2016

شباك الوهم بقلم **المنجي حسين بنخليفه**

شباك الوَهْمِ
بقلم : المنجي حسين بنخليفة – تونس - 
بعدما اعتدتُ على البرد الزاحف من شقوق ذلك الباب العتيق، بعدما ارتجفتِ العظام ، ثمّ استكانتْ حينما يئستْ من الدفء المخبأ في الحلم البعيد، بعدما خبّأتُ ذاكرتي الجميلة في صندوق من حديد ، بعدما رحلتْ عصافير الحديقة ، وجمال الأغنيات، و الزهور بعدما كانتْ هنا تحضن المكان بعطرها ، وتزيد للأرواح نشوتها، لَبِسَتْ ثوب الحداد..فجأة !! طرقتِ الباب وأعدتِ طرقه من جديد..ارتجفتُ..ضاع من فمّي الكلام، والحروف ضحكتْ مني قليلا ثمّ قالتْ : هل نسيت؟ عندما كنتُ أمرّ على لسانك كي تقول لها: أحبّك . فتعود للأطيار نغمتها الشريدة، و تعود الكلمات من بعد التشرّد للقصيدة..هل نسيت عندما تهمس لها أحبّك ؟ هَمْسُ موج البحر للشطآن من بعد الغياب، هَمْسُ عصفور له شوق يداريه لمعشوق تحت أوراق خميلة ...ومزّقتُ الكفن الملفوف على تلك المشاعر كي تفيق من جديد ، لعلّ عودتها تحمل سحر الكون كي تهب الحياة لمَن تكلّس من زمان؟ كأنّ الربيع هذا العام جاء قبل أوانه؟ فزهوره أعلنتْ بعطرها أنّ في الكون لها أمل البقاء، و الطير مازال له نغمات في الأوتار خبأها، كي يردّدها إذا يوما رجعتِ من بعد طول غياب.
وبقيتِ واقفة عند الباب ..بلا حراك، و بلا كلام، فكأنّكِ جئتِ لترضي غرور نفسٍ، أنّك مازلتِ في قلبي أميرة ، وأنّي مازلتُ في عشقك مكبّل و أسير. ومررتِ بلا كلام..إلاّ أشتاتًا من عطرك باقٍ عند الباب يستدرّ مدامعي ، فبحثتُ عن الكفن الممزّق كي ألفّ بقايا هشيم مشاعري.
2016-02-01

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق